فصل: (سورة التوبة: آية 4)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن:

سورة التوبة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة التوبة: آية 1]

{بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1)}

.الإعراب:

(براءة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه، (من اللّه) جارّ ومجرور نعت لبراءة (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور (إلى) حرف جرّ (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ(براءة)، (عاهدتم) فعل ماض مبنيّ على السكون و(تم) ضمير فاعل (من المشركين) جارّ ومجرور متعلّق بحال من العائد المحذوف أي عاهدتموهم.
جملة: (هذه) {براءة...} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {عاهدتم...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

.الصرف:

(براءة)، مصدر سماعيّ لفعل برأ يبرأ باب فرح بمعنى قطع العصمة ولم يبق ثمّة علاقة أو صلة، أو بمعنى التباعد، وزنه فعالة بفتح الفاء.

.الفوائد:

تضاربت الأقوال عن سبب عدم ذكر التسمية في بداية هذه السورة، فقال محمد بن الحنفية: قلت لأبي يعني علي بن أبي طالب: لم لم تكتبوا في براءة بسم اللّه الرحمن الرحيم قال يا بني إن براءة نزلت بالسيف (أي بذكر القتال وأحكامه وتهديد المشركين بالسيف إن لم يعودوا لجادة الصواب وهو الإسلام) وإن بسم اللّه الرحمن الرحيم أمان.
وسئل سفيان بن عينية عن هذا فقال: لأن التسمية رحمة، والرحمة أمان، وهذه السورة نزلت في المنافقين. وقيل: إن الصحابة اختلفوا في الأنفال وبراءة هل هما سورتان أم سورة واحدة؟ فتركوا بينهما فرصة، تنبيها على من يقول: هما سورتان، ولم يذكروا والتسمية، تنبيها على من يقول هما سورة واحدة.

.[سورة التوبة: آية 2]

{فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ (2)}

.الإعراب:

(الفاء) عاطفة لربط السبب بالمسبّب (سيحوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بـ(سيحوا)، (أربعة) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ(سيحوا)، (أشهر) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (اعلموا) مثل سيحوا (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (غير) خبر أنّ مرفوع (معجزي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء، وحذفت النون للإضافة (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل (أنّكم غير...) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
(الواو) عاطفة (أنّ اللّه مخزي الكافرين) مثل أنّكم غير وعلامة الجرّ في (الكافرين) الياء.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه مخزي) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
جملة: {سيحوا...} لا محلّ لها معطوفة على الجملة الابتدائيّة.
وجملة: {اعلموا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة سيحوا.

.الصرف:

(مخزي)، اسم فاعل من الرباعيّ أخزى، وزنه مفعول بضمّ الميم وكسر العين.

.البلاغة:

الإظهار: في قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ} حيث أظهر الاسم الجليل لتربية المهابة وتهويل أمر الاخزاء وهو الاذلال بما فيه فضيحة وعار.

.[سورة التوبة: آية 3]

{وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ (3)}

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (أذان) مبتدأ مرفوع (من اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بنعت لـ (أذان) (الواو) عاطفة (رسول) معطوف على لفظ الجلالة مجرور و(الهاء) ضمير مضاف إليه (إلى الناس) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالخبر المحذوف (الحجّ) مضاف إليه (الأكبر) نعت للحجّ مجرور (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (بريء) خبر مرفوع (من المشركين) جارّ ومجرور متعلّق بـ(بريء) (الواو) عاطفة (رسول) مبتدأ مرفوع و(الهاء) ضمير مضاف إليه.. والخبر محذوف تقديره بريء والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه بريء) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو الباء متعلّق بنعت لـ (أذان) (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (تبتم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط و(تم) ضمير فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هو) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ أي المتاب (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(خير) (الواو) عاطفة (إن تولّيتم) مثل إن تبتم (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اعلموا أنّكم غير معجزي اللّه) مرّ اعرابها، (الواو) استئنافيّة (بشّر) فعل أمر، والفاعل أنت (الذين) اسم الذين آمنوا و(نصروا) معطوف على (آووا) ويعربان مثل كفروا (أولئك) موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ..
والواو فاعل (بعذاب) جارّ ومجرور متعلّق بـ(بشّر)، (أليم) نعت لعذاب مجرور مثله.
جملة: {أذان من اللّه...} لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: {رسوله} {بريء} في محلّ رفع معطوفة على الخبر بريء.
وجملة: {إن تبتم...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {هو خير لكم} في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.
وجملة: {إن تولّيتم} لا محلّ لها معطوفة على جملة تبتم.
وجملة: {اعلموا...} في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء.
والمصدر المؤوّل (أنّكم غير معجزي اللّه) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا.
وجملة: {بشّر...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).

.الصرف:

(أذان)، مصدر سماعيّ لفعل أذن يأذن باب فرح، وزنه فعال بفتح الفاء، وثمّة مصادر أخرى سماعية هي إذن بكسر الهمزة وسكون الذال وأذن بفتح الهمزة وسكون الذال وأذانة بفتح الهمزة.. أو هو اسم مصدر من الرباعيّ آذن فلانا الأمر وبالأمر، أعلمه به.

.الفوائد:

1- قوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} في إعراب كلمة رسوله تضاربت أقوال النحاة إلى عدة أقوال. وقد ذكرها أبو البقاء البكري في كتابه إعراب القرآن فقال: يقرأ بالرفع، وفيه ثلاثة أوجه:
1- هو معطوف على الضمير في بريء، وما بينهما يجري مجرى التوكيد، فلذلك ساغ العطف.
2- هو خبر مبتدأ محذوف، أي ورسوله بريء.
3- هو معطوف على موضع الابتداء، وهو عند المحققين غير جائز، لأن (أن المفتوحة) لها موضع غير الابتداء بخلاف المكسورة. ويقرأ بالنصب عطفا على اسم أن.
2- سبب وضع علم النحو:
جيء إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه برجل يقرأ {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} بالجر. فسأله، فقال: هكذا قرأت في المدينة، فقال عمر: ليس هكذا، إنما هي ورسوله بضم اللام، فإن اللّه لا يبرأ من رسوله، ثم أمر ألا يقرأ القرآن إلا عالم بالعربية، ودعا بأبي الأسود الدؤلي، فأمره أن يضع النحو.

.[سورة التوبة: آية 4]

{إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4)}

.الإعراب:

(إلّا) أداة استثناء (الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل، (عاهدتم من المشركين) مر إعرابها، (ثمّ) حرف عطف (لم) حرف نفي وجزم وقلب (ينقصوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون الواو فاعل و(كم) ضمير مفعول به (شيئا) مفعول به ثان منصوب، (الواو) عاطفة (لم يظاهروا) مثل لم ينقصوا (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(يظاهروا)، (أحدا) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أتمّوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل (إلى) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بفعل (أتمّوا) (عهد) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (إلى مدّة) جارّ ومجرور متعلّق بحال من عهدهم، و(هم) مثل السابق (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يحبّ) مضارع مرفوع، والفاعل هو (المتقين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: {عاهدتم...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {لم ينقصوكم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {لم يظاهروا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {أتمّوا...} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانوا فعلوا ذلك فأتمّوا.
وجملة: {إنّ اللّه يحبّ...} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {يحبّ المتّقين} في محلّ رفع خبر إنّ.